عُــــذْراً دجــــلةَ
أنا لَمْ أقِفْ أمامَكِ حَزينــاً
أنا ودّعتُكِ شَتــاتـاً مُهِينًــا ً
لَمْ تَنظُري إلىٰ بلائي ْ...
لَمْ تنظُري ماورائيْ ......
وخرجْتُ منكِ بلا ثيابٍ !!
دَمٌ، وقتلٌ ، وجوعٌ ، وحِرمانْ ؟
هكذا خَرجتُ من بلادي …
أنا لَمْ أقِفْ أمامكِ حَزيناً
في كُلّ لحظةٍ أرىٰ فيكِ الدموعْ
البُكاءُ أصبَحَ غذائي
والدمعُ يذرُفُ
مُنهَــلاًّ كفُؤادي
فلِمَ العذاب ْ
ولـِمَ الشقاء ْ
ولـِمَ الألمْ... !!
ولـِمَ لِـمَ لاتكفي ْ
فأحلىٰ سنينُ العُمرِ
ضاقَتْ لِفُراقي
متىٰ تنفجرينْ …
متىٰ تنوحينْ ….
إنّكِ تقتُلينَ حتىٰ الحُــــزنَ
بأحشائي
فأتركيني ….
واتركي أنغاماً لأوجاعي
فأصبحتُ خيالاً محّباً
لأطلالي ….
ياشاطيءَ المياه
كيفَ تُنسيني عذاباتي
وهل فُراقُكَ جرحٌ
أم جروح ٌ لوجداني
كيفَ دجلةَ........
وكيفَ الفراتُ بمذاقاتي
يادجلةَ الوصفِ
وصفوكِ الشُعراءْ
ويافُراتـاً كتبَتْ ….
عنكَ كلّ المُقدّساتْ
رَحلَتْ
ورحَلتِ كالبصيصِ
لايعرفُ الذرّات
ورحلتُ عَنكِ
ولَمْ تسألي …!!
حتىٰ عَنْ سويعاتيْ
غريبٌ أصبحتُ
ليسَ لهُ دار ؟
ولانخلةٌٍ للأثمارِ!!!!!؟
كلُّ شَيْءٍ أصبحَ عقابْ
لاأصدقاءٌ سوىٰ الأغرابِ
أأشكوكِ الدهرَ ….!
لكنْ لله شكواكِ
فما عادَ للحياةِ شوقٌ
لمناداتي
فالبُعدُ أسّرنيْ
وأنت أصبحتِ سجّاني
أنا ابنُكِ مقيّداً
في دول الانتظار
أنا ابنُكِ مباحاً
دَمهُ لدولِ الجِوارْ
وأصبحَ المصيرُ بين الأشرار
جرحٌ بعدَ جُرح
فمتىٰ تندملُ الجِراح
أنا لا أخافُ الموتَ
أنا ارتسمتُ بمياهِ الأطهار
ورفعتِ لي رسماً
فكيفَ أخافُ الأخطار
إنّ مياهَ أرضي
لنْ يموتَ جريانُها
ويافرحاً في بلادي
إسمُهُ العـــِراق ْ
ناصر مطر فالِــح
الكلمات المفتاحية :
شعراء مطلع الألفية