في خاطرة ما من خواطر الأيام جال ببالي سؤال عن علاقة القلب بالمكان، هل للمكان أثره على الحب وقلب المحب؟
في نظرة سريعة جابت العديد من الأمكنة، وفي تأمل خاطف لذكرى ما كان الجواب.
والحق أقول: إن البعض يظن بأن للمكان أثر على القلب، إن علاقة المكان بالقلب وأثره على الحب ليست علاقة نابعة من المكان وجماداته بحد ذاته وإنما الذي يربطنا فيه هو مَن تواجد في المكان؛ أي أن المكان بجماداته ومحتواه لا حياة فيه دون وجود من يثير شغاف القلب، ويؤثر في النبض، فكل منا يشعر بالسعادة في مكان جمعه بمن يحب، فالأمر ليس متعلقا بالمكان، ولكن مَن في المكان، ليس باللحظات في ذاك المكان ولكن بمن شاركنا تلك اللحظات في ذلك المكان، ليس المائدة وما عليها ولكن من تقاسم معنا تلك المائدة، ليس الكلمة التي قيلت في المكان ولكن من قال تلك الكلمة ومن شعر بما قلنا قبل أن نقول ، من فهم صمتنا قبل قولنا في ذلك المكان؛ لذا دائما نقول: نحب ذلك المكان، والحقيقة أننا نحن للحظات التي قضيناها في ذلك المكان مع من أحببنا وشاركنا تلك اللحظات والكلمات فيه، فقلوبنا كالطيور تحلق في السماء التي تعطيها الانسياب في الطيران، وتهبط في المكان الذي يعطيها الشعور بالأمان، وكل المشاعر التي تجعلنا نشعر بالسعادة ما هي إلا حب.
٢٦ / ٨ بقلمي نسرين المدهون غزة فلسطين.
الكلمات المفتاحية :
شعراء مطلع الألفية