كوردةٍ ملقاةٍ على قارعةِ الطريقِ
كمسافرٍ بلا رفيقٍ
كحقيبةٍ مرميةٍ عند سكةِ قطارٍ
كحمامةٍ وحيدةٍ هجرها سربُ الطيورِ
هكذا هو قلبي
باحثاً عنكِ
يا من أخذتِ كلّ أشيائي ورحلتِ
ابتسامتي أملي حلمي
وكلُّ أُمنياتي
مازلتُ أبحثُ في وجوهِ المارةِ
عنكِ .. عن امرأةٍ اختصرتْ كلَّ النساءِ
في كحلِ عينيها
في ابتسامةٍ غامضةٍ لشفتيها
لغزٌ لايُحلُّ هو أنتِ
كيف استطعتِ كيف !!
أن تجمعي كلَّ كُلّي
في حقيبةٍ صغيرةٍ بين يديك
كيف اختصرتِ محيطَ ما بيننا
من أحلامٍ وأُمنياتٍ
بكلمتين دون تفسيرٍ
إني راحلةٌ
ورحلتِ
تركتِ عالمنا رماداً
شوَّهتِ كلَّ معالمهِ
في لحظةِ واحدةٍ
تركتني ركاماً
حطاماً
كيف استطعتِ يا امرأة
إضرامَ النارِ في جسدي
وأيامي
وتركتِ عالمي كمرآةٍ صدئةٍ
لم تبالي
لم تسمعي
لم تلتفتي
للوراءِ
لما خلفَ قرارِك
وفكرتِك المفاجئةِ
... لكن
سأقتُلك بداخلي
لن أستسلَ لخيالِك
لذكرياتِك المهترئة
سأسحقُك
سأمحوكِ من صباحاتي
من أحلامي
من أيامي القادمةِ
سأتحرر ُمنك
لن أسمحَ لك أن تستعبدي ما تبقى من أيامي
سأتحررُ منك
سأفطم أنفاسي من عبيرِ زهورِك
سأمزّقُ لوحاتي الموشومةِ بألوانك
سأنحرُ قلبي إن عاودَ النبضَ باسمك
ارحلي
فلم تعودي كما أنتِ
ارحلي
قيس هادي كريم الشريف
العراق
الكلمات المفتاحية :
شعراء مطلع الألفية