غرام
والكامل
------
حَبَقٌ تَدَلَّى مِن عُيونِ حَبِيبَتِي
حَمَلَ النَّسِيمَ على الخُدودِ وعَسكَرا
وتَلوَّحَ الخَدُّ النَّدِيُّ بِنَسمةٍ
فَتَمايَلَت فيها الجَدائِلُ مِنبَرا
فصَعَدتُ في مِحرابِها مُتَضَرِّعاً
ومِنَ الحَصافةِ في السَّرائرِ أزهَرا
غَفَتِ الأمانِي في سَريرِ غِناجِها
تهوَى الأماسِي مِن بَلِيلٍ أقمَرا
بَذَخٌ مِن الإبهارِ يلمَعُ في الدُّجَى
ضاءَ المُحيّا واستَمالَ الأنهُرا
وسَلِيلُ نَهدِ الرَّوضِ مُرتَهِنٌ بها
حتّى تراقَا في الخَمِيلةِ سَاهِرا
كَم علَّقَتنِي في ربوعِ حَنانِها
أتوَضَّأُ التَّحنانَ كم ذا أبهَرا
والقلبُ ما ضَلَّ العِناقَ بجِيدِها
فتَرنَّحَ الشَّجَنُ العتِيقُ وأسكَرا
لمَّا تَولًّدَ في الشَّغافِ نَدِيُّها
واحمَرَّ مِن عَينِ السَّناءِ تكَبُّرا
ماسَت بِيَ الأنسامُ حينَ تودَّدَت
وهوَى جَنانِي في اللِّقاءِ تَحَيُّرا
حتّى ترقرَقَ في جَمالِ عَرِينِها
كلُّ المُحيّا واستباحَ تعَطُّرا
وُلِدَ الزَّمانُ على السَّريرةِ يتَّكي
يهوَى الجَمالَ وفي العيونِ تسَمَّرا
مادامَ في صَكِّ الغرامِ تولُّعِي
تحيا القلوبُ وفي الأنامِ تنَدُّرا
يا سكرَةَ الأيامِ هِلِّي واحتَسي
ميلادَ عِشقي في الهوى فتَكَبَّرا
-----
دعماد أسعد