١٩٣٢/١٠/٣
العـيدُ الوَطني عندنا مِحْـنَة ! شأنهُ شأن كل مفاصل ومجالات الدولة ، لاتوجد
لَدينا رموز وقيم تشكل دلالات عزيزة على قلوبنا وضمائرنا كباقي البُلدان ……
فالعـراق قد يبدو متفرداً في كونه البلــد الوحـيد الذي ليـس له علماً ونشــيداً
ويوماً وطنياً ثابتاً ، فالوطن سلعة متغيرة القيمة لدى السياســـيين ، يُشكّلونها
كيفما يريدون، ففي كل الأوطان نَجِدُ الوَطَـن ثابتاً والشخوص يتغيرون ، إلّا في
وَطني ، فكل شيء متغيّر وهو أبو الأوطان ، العراق المغبون بأهلهِ وحاكميه.
فهو مع كل حقبة زمنية سياسية بنشيدٍ وراية مُغَايرة ومُعبّرة عن نهج الحاكمين
وقتئذ ، لذا نــرى تأريخ العــيد الوطني مختلف فيــه مع علم ونشــيد مختلف ،
مرّة ١٩٥٨/٧/١٤ ( ســـــــــقوط الملكية ) ، ومرّة ٨/٢/١٩٦٣ ( إنقلاب شـــباط –
عبدالسلام + البعث الأول )، ومرّة ١٩٦٨/٧/١٧ ( إنقلاب البعث الثاني ) ، ومرّة
أخــرى ٢٠٠٣/٤/٩ ( ســـــــقوط صــدام ومجيء الأصنام ) ، ليكون ١٩٣٢/١٠/٣
( إنتهاء الإنتداب البريطاني ودخول العـــراق عصبة الأمم ) تأريخاً جديداً لعيد
العـراق الوطني ، الذي لن يلبث طويلاً حـــتى يتم تغييره ، ما أنْ تتغيّر الطبقــة
السياسية السـائـدة وماتحملهُ من عقائدٍ جاهلة وفاسدة …..
فكم نحن بائسون لترانا حتى في ثوابت الأوطان مختلفون ،لأنّ مَنْ حَكَم العراق
ويحكمهُ اليـوم طارئـون وإليه لاينتمون ، ولجيوبهم بالسُّـــــحت مالئون ، وعلى
سعادة بيوتهم لا وَطنهم يجهدون،بغباءِ وتحاربِ وتصارعِ وتخنْدقِ شَـعبٍ جاهلٍ
ومُجَهّلٍ،قُسّمَ الى قوميات وطوائفٍ ومللٍ وأحزابٍ وأصنامٍ وخطوطٍ حُمرٍ،ليضيع
العراق بهذا الإفتراق ……
الكلمات المفتاحية :
شعراء مطلع الالفية