n الانسانية بين العرق والدين... صخر العزة - طلقة إبداع الانسانية بين العرق والدين... صخر العزة | طلقة إبداع الانسانية بين العرق والدين... صخر العزة -->
طلقة إبداع طلقة إبداع
random

آخر المواضيع

random
recent
جار التحميل ...
recent

الانسانية بين العرق والدين... صخر العزة

 الإنسانية بين العِرق والدين 

لقد خلق الله عزَّ وجلْ آدم من تُراب ، واستخلفهُ في الأرض لإعمارها وبنائها ، وأرسل لُذريته من بعده الأنبياء والرُسُل لهدايتهم ، ولإخراجهم من ظُلمات الجهل إلى نور الهداية ، وكُل الأنبياء والرُسُل كانوة دعاة إلى إحترام إنسانية الإنسان وحُرمته عند الله عزَّ وجلْ ، وكلهم مخلوقون من طين فلا فرق بين أحدٍ عن الآخر ، وكُلهم يُدينون بوحدانية الله وعبوديته 

ما أود طرحهُ هو موضوع الإنسانية والتعصب للعِرق أو الدين ، والتي كُلِّ الكُتب السماوية قد نبذتها ودعت إلى إحترام الإنسان لأخيه الإنسان ، وخاصة في ديننا الإسلامي ، إذ قال تعالى في كتابه الكريم : ( يا أيُها الناس إنَّا خلقناكم من ذكرٍ وأُنثى وجعلناكم شُعوباً وقبائل لتعارفوا إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم ) فما أعظم هذه الآية الكريمة التي تُحدد فيها علاقة الناس بين بعضهم البعض ودعوتهم للتعارف بين بعضهم البعض ، وما هي بحدِّ ذاتهم إلا دعوةٌ للتعاونِ وإعمار الأرض بغض النظر عن عِرقهم أو دينهم أو لُغتهم ، فهي لم تخُص العرب لوحدهم ، ولم تخُص الدين الإسلامي لوحده عن باقي الأديان سواءاً  أكانت سماوية أو دُنيوية ، فهي أتت جامعةً وموجهة للناس كافة بغضِّ النظر عن أصولهم  

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا فرق بين عربيٍّ ولا أعجمي ، ولا أبيضَ ولا أسود إلا بالتقوى ) ففي الإسلام لا مجال فيه للتعصُب لِعرقٍ أو دينٍ أو نسب ولا لونإن كانَ أبيض أو أسود ، ولا تعصُب للغةٍ دون أُخرى وهذه قاعدة أساسية وضعها القُرآن الكريم لبناء المُجتمع الإسلامي ، ولم تسُد أُمتنا الإسلامية العالم سابقاً إلا بعدالتها  واحترامها للإنسانية التي  فرضته على الناس باحترامها وبديننا السمح ، وقد قال تعالى عزَّ وجلْ : ( ولقد كرَّمنا بني آدم وحملناهم في البرِّ والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثيرٍ ممن خلقنا تفضيلا ) وفي هذه الآية الكريمة نظرة شمولية تخُصُّ عامة الناس ؛ مُسلمين أو غير مُسلمين ؛ دون تمييز بين لونٍ أوجنسٍ أو لغة .

ونرى من كُل ما ورد سابقاً كم هو حِرص الإسلام على العلاقات الإنسانية والحثِّ عليها ، وخيرُ وأعظم ميثاق وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم في العُلاقات الإنسانية  كان في خطبته في حُجة الوداع إذ قال : ( يا أيهُا الناس : إن ربكم واحد ، وإن اباكم واحد : ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي ، ولا لأحمر على اسود ، ولا لأسود على أحمر إلا بالتقوى ، "إن أكرمكم عند الله أتقاكم" ، ألا هل بلغت ؟ قالوا : بلى : يا رسول الله ، قال : فليبلغ الشاهد الغائب) فهذه رسالة من سيد البشر إلى كُلِّ أبناء البشرية سواءً  أكان في الماضي أو الحاضر أو المستقبل ، تُذكر الناس بأصولهم وأنهم جميعاً إخوة في الإنسانية أبناء آدم وحواء 

وكما قال الشاعر : 

          الناس من جهةِ التمثيلِ أكفاءُ              أبوهم آدمٌ والأُمُ حواءُ

          نفسٌ كنفسٍ وارواحٌ مشاكلةٌ              وأعظمٌ خُلقت فيهم وأعضاءُ 

          فإن يكُن لهم من أصلهم نسبٌ             يُفاخرون به فالطين والماءُ


إنَّ العُلاقات الإنسانية التي تكون مُنزهة عن التعصُب لدينٍ أو جِنسٍ أو لونٍ أو لُغة هي السبيل لنُشوء مُجتمعات متكافلة ومتحابة يقوم نظامها على السلام والعدل والوعي ومحبة البشرية جمعاء ، فكُلُنا مولودون من تُراب وكُلُنا لآدم وآدم من تُراب ، ولا بُدَّ أن تنمو وتزدهر أُسس المحبة والأُلفة ؛ والتي هي أساس إنسانية الإنسان ، ويجب على المُجتمعات في العالم كُلِّه تنظيم حياتهم على مبدأ المُساواة بغضِّ النظر عن اللون أو العقيدة أو الجنس ، وأن يكون عنوان مسيرة حياتنا الآية القُرآنية : ( يا أيُها الناس إنَّا خلقناكم من ذكرٍ وأُنثى وجعلناكم شُعوباً وقبائل لتعارفوا ، إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم )

يجب على جميع أتباع الأديان سواءً  أكانت سماوية أو دُنيوية الإعتراف بأن النزاعات والمُعاناة كان سببها اؤلئك الذين سخَّروا رموز الدين وتشريعاته وحرَّفوها لأغراضهم وأهوائهم الأنانية ، وبعصبياتهم وجاهليتهم سمموا ينابيع التسامُح والإخاء بين أُخوة الإنسانية أبناء آدم وحواء ، وذلك بقيامهم بتحريف القيم الحقيقية للأديان سواءً  أكانت إسلامية أو مسيحية أو يهودية ، ونطالب منهم العودة إلى خالقهم وإلى رسالاته إلى أنبيائه ورُسله ، التي دعا فيها إلى إحترام الإنسان الذي كرَّمهُ عن باقي خلقه ؛ فعليهم دفن خلافاتهم بروحٍ عالية من التسامُح من أجل العدالة الإجتماعية ، والسلام والإستقامة في هذه الأرض التي حمَّلنا أمانتها ولكنّا خُنَّا هذه الأمانة وعثنا في الأرض فساداً وتدميراً وتقتيلاً بدلاً من إعمارها وبنائها ، قال تعالى : ( إنَّا عرضنا الأمانةعلى السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان ، إنهُ كان ظلوماً جهولا )  

صخر محمد حسين العزة 

عمان – الأردن

29/10/2021

الكلمات المفتاحية :

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مجلة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد النبراس السريع ليصلك جديد المجلة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

المحررون المتواجدون لآن

أنت زائر مجلة النبراس هذا العام رقم

13,434

احصاء

اخفاء القائمة الجانبية من الموضوع

http://www.wingee.com/submit

tiira

ميزة جدول التنقل

https://follow.it/o2mwgb?action=followPub

Logo

Logo

تأخير ظهور الصفحة لربع ثانية

احصائيات

View My Stats

شاركه

جميع الحقوق محفوظة

طلقة إبداع

2017/2020