#_1_سبتمبر_1974
صغيرين كنا
منذ أربعين عاما ونيف
تحملنا أحلامنا وجنوننا هناك
حيث حط العصفور وغنى
يومها كان الطقس مثل الآن خريفا
هل تذكر؟
كنت كما بلقيس واقفة هناك
على بساط صرح الهوى
تنتظر من سليمان الإذنا
والخاتم السحري يطوقنا
يعلن أنك بدايتي النقية
وحكايتي النديّة
والغيمة الحبلى تمطرنا أحلاما
وقلبي المُترع ربيعا عزفت دقاته لحنا
حبيبين عشنا
صديقين كنا
كم مرة تخاصمنا
كم مرة اختلفنا وكم مرة تصالحنا
مر العمر بنا
وفي كل مراكب الحياة ركبنا
فكم موجة هزت أشرعتنا؟
وكم ضد التيار سبحنا
وكم كنت للشاطئ تأخذني
وكم على الرمال تعانقنا
بكل هشاشتي
بكل جبروت الأنثى في داخلي
احتويتني
من نفسي حميتني
ف كنت لي سندا
و من زلازل الحياة كنت لي حصنا
و اليوم
ببراءة الأطفال تسألني
كيف يبقى الربيع ربيعا
كيف في خريف العمر يا رفيقتي
لا زال الحب يجمعنا
وكيف ظلّ كما كان و كنا.
اليوم عجوزين صرنا
بعد اربعين عاما ونيف
انسابت الأعوام كشمس تعبر قلب الأرض
نركب قطار الحياة والمحطة قاب قوسين
أو أدنى
ككل النساء كنت أثرثر
ككل الرجال كنتَ صبورا
ككل النساء تأسرني الحروف والكلمات
ككل الرجال كنتَ غيورا
هل أخبرتك أنك كل الأماني
وأنك مواكب الأغاني
وأنك تسكن بين حروفي
وأنك تختفي وراء كل معنى
ثم ماذا؟
لا شيء سوى خطوطُ عجزٍ
وانحناءٌ أصاب جسمينا
أقول ،: أتراك عجّزت؟
تحضنني مبتسما:
بل قولي عجّزنا.
ويطوف حولنا ثلاث نجمات وهلالان مرددين:
يا احلى عروسين، انتما الدنيا
وتحت أقدامكما الجنة.
#الأم_فوزية