جاء الخريفُ تزفُّه عَبَراتي
وطلائعُ الأحلامِ فوق شتاتي
سقَطَت كأوراقِ الخريف همومُنا
أرنو إليها حائرَ النظراتِ
هذا السقوطُ بدايةٌ لتفاؤلٍ
فاخلع رداء اليأس والعَتَمات
وانظر إلى ثقبٍ بدا من نوره
واهجر مقامَ الظلم والظُّلمات
كم من رحيلٍ كان هَمَّاً مُفْرطاً
فتبدَّلت من بعده عَثَراتي
هذا خريفُ العُمر يقرعُ بابَنا
والقلبُ يبدو مُسرعَ النبضات
رَحَل الشبابُ وللمشيب خريفُه
من بعد زهرٍ بارق النَّسَمات
والليلُ أرخى بالهموم سدوله
فنجومُهُ تشتاقها خُلُواتي
فغزلتُ من حبلِ الرجاءِ خميلتي
وجعلتُ أكمام الزهور حُماتي
وسحائبٌ حملت سهامَ وهيجِها
والغَيْثُ من زخَّاتِه عَبَراتي
عُدْ ياربيعَ العمر واسكن دَوْحَتي
وارسم وروداً طَلعُها مِشْكاتي
واملأ كؤوسَ النورِ عطراً وابتهل
وارفع هديل الحبِّ في هَمَساتي
أرأيت زخَّاتِ الرياحِ تمرَدت
نثرت عبيرَ الورد في الطُرُقات
ماجت بأجواءِ الخريفِ حديقتي
وتناثرت أوراقُها بفَلاتي
وغدا حَفيفُ رياحِها مُتَرصِّداً
فيثُورُ كالإعصار مثل حياتي
فافتح خريفَ العمر بابَ ربيعِنا
واعزف بَهيجَ اللَّحن في خَلَجاتي
⚡⚡⚡⚡⚡
مديحة مصيلحي
الكلمات المفتاحية :
شعراء مطلع الألفية