n ق.ق.بعنوان عبودية جواز السفر...للمبدعة سعاد شهيد - طلقة إبداع ق.ق.بعنوان عبودية جواز السفر...للمبدعة سعاد شهيد | طلقة إبداع ق.ق.بعنوان عبودية جواز السفر...للمبدعة سعاد شهيد -->
طلقة إبداع طلقة إبداع
random

آخر المواضيع

random
recent
جار التحميل ...
recent

ق.ق.بعنوان عبودية جواز السفر...للمبدعة سعاد شهيد

قصة قصيرة بعنوان / عبودية جواز السفر الأحمر
ذات ليلة باردة ، و الصقيع يتسلل من الجدران، جلست عائشة تعيد شريط حياتها ، قبل أن تأتي لأرض الأحلام بكثير .
سمعت أحلامها تستغيث من تحت أنقاض الأيام ، صراخها ملأ المكان..
نغص عليها لحظة صفاء مع ذاتها ، ذكريات ، وجوه ، عطر أمكنة ، صراخ ، ضحكات ، بكاء ...
تذكرت عائشة بيت أهلها الذي أصبحت تراه جنة مفقودة .
قبل أقبار أحلامها ، كانت تراه موت بطيء ، عيش على رصيف الحياة.
كانت دائما تتذمر و تردد الحياة هناك وراء البحار ، أما هنا فموت بالتقسيط ...
آه ثم آه خرجت آهاتها لتخفيف ما أثقل الصدر المهموم ، فبعد أن استطاعت عائشة الوصول لأرض الأحلام ، أُقبرت أحلامها ، أقدام العنصرية داست على آمالها ، حطمت أشياء جميلة كانت بداخلها .
تذكرت حوارات بينها و بين زوجها الأوروبي :
عائشة فاتورة الكهرباءفي ارتفاع ، لا إضاءة بعد العاشرة مساء.
عائشة الماء جد غال ، لا داعي للاستحمام كل يوم، و ليس من الضروري الوضوء خمس مرات في اليوم ...
نامي باكرا للاقتصاد في فاتورة التدفئة ، و لفي نفسك في بطانية .
كيف لك عائشة أن تخرسي الأسئلة بداخلك ، لمحو أمنيات مرسومة في أعماقك ...
عاد صوت زوجها يتردد
"عائشة لا داعي لإكمال دراستك ، في ماذا سيفيدك ، العمل في البيوت لا يحتاج لشهادات .."..
كل شيء كان مباحا في بيت أهلها ، أصبح مقننا على أرض الأحلام .
لم تعد الأحلام وردية على أرض الخضرة و الخيرات و الحقوق و الحريات ....
تذكرت عائشة كيف فرض عليها العمل في بيوت أصدقائه، و كيف كان يستبيح أخذ نقوذها ، و كيف أجبرها على العيش في ضنك و هو ميسور الحال .
و كيف كان و مايزال يحسب عليها ، ثمن ضروريات الحياة و هي من تتعب لجلبه...
عادت إلى ذاكرتها أفلاما أمريكية عن زمن الأقنان ، زمن جلب اليد العاملة من أفريقيا ...
تمتمت بينها و بين نفسها " ما الفرق بيني و بينهم " ؟!
انتفضت كمن كان محموما و أهرق عليه ماء مثلج .
لماذا أنا هنا ؟!
لماذا مازلت مستمرة في حياة العبودية ، و أنا مثلي مثله ، نفس الجنسية ، و بجواز سفر أحمر ، ذاك الذي طالما حلمت به ،ذاك الذي كنت أراه منقذي من الفقر و الجهل ، كم حلمت بإتمام دراستي ، بنيل أعلى الشهادات ،و كم و كم حلمت بالعيش الكريم و كم و كم ....
و الآن كل أحلامي اختزلت في كسر قيد يكبل أنفاسي، يحثم على صدري، يسلبني كل حقوقي يجعلني أكره الهواء الذي يخترق رئتي لأستمر من بين الأحياء...
لست أمتك سيدي
سأكسر هذا القفص ، و أخرج للحياة ، لا يهم إلى أين حتى و إن كنت سأعانق سواد الليل ، صقيع الحياة ، أتعثر، أسقط ، أنام في حضن الجوع و البرد لا يهم ...
سأكسر قيد خوفي من المجهول ،
بل سأرتمي في حضن المجهول ...
بقلمي / سعاد شهيد
الكلمات المفتاحية :

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مجلة نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد النبراس السريع ليصلك جديد المجلة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

المحررون المتواجدون لآن

أنت زائر مجلة النبراس هذا العام رقم

احصاء

اخفاء القائمة الجانبية من الموضوع

http://www.wingee.com/submit

tiira

ميزة جدول التنقل

https://follow.it/o2mwgb?action=followPub

Logo

Logo

تأخير ظهور الصفحة لربع ثانية

احصائيات

View My Stats

شاركه

جميع الحقوق محفوظة

طلقة إبداع

2017/2020