. . ... .. دليل
أَمَّا رَأَيْت كَيْفَ عُيُونًا مِنْ السَّمَاءِ
حِين تَنْزِل تبَلّل الْأَرْض
تَنْبُت الرَّيَاحِين
تزهر الْأَرْض وتخضر
تَبْدُو مَبْهَجَة لِلنَّاظِرِين
كَأن الدُّنْيَا تبتسم
وَتَقُول هَيَّا أَيُّهَا العَاشِقَيْن
تَمَتَّعُوا وَاسْتَنْشِقُوا الْعَبِير
ترتدي حلِّة ارجوانية
تزهر بِكُلّ الْأَلْوَان
النحلات تَمْضِي جِيئَة وَذَهَاب
تُعْتَصَر الرَّحِيق
ليمسي شَهِدَا لِلشَّارِبِين
وَحِينَمَا أَرَى ابتسامتك
تبتهج نَفْسِي أَسَرّ
رُؤْيَتِك كأنسام الصُّبْح
وعطر الرَّيَاحِين تملئين رُوحِي بَهْجَة
كَأَنَّنِي مَلَكَت الْكَوْن
وَحِين عَيْنَاك تطوفان تَبْحَث عَنِّي
أَرَى فِيهِمَا حَيَّرَة وقلق
ترسلين تأوهات مِنْ الْحَنِين
أَرَاك بأجمل مَنْظَر تسرين نَاظِرِي
حِين ترينني
تطلقين صيحاة مِن داخلك
فِيهَا الْحَبّ وَالشَّوْق الْكَبِير
أَنْت كَقَطْرَة الْمَاء
والزهور الَّتِي نَبَتَتْ وَالرَّيَاحِين
وَحِين تضعين يَدَك بِيَدِي أَشْعَر بدفئها
كَأَنَّنِي فِي فَصْلِ الرَّبِيعِ وَالرَّيَاحِين
أَسْمَع دقات قَلْبِك تتراقص كَأَنَّهَا تَقُول أَهْلًا حَبِيبِي
تُنْشِد أَجْمَل السيمفونيات
الَّتِي لَمْ يعزفها مُوسِيقِي بَارِعٌ
وَلَم يَخُطّ كَلِمَاتِهَا شَاعِرٌ مُبْدِع
هَذِه أَنْت حبيبتي
كُنْتِ وَلَا تزالين
كَأَنَّك فَصْلٌ يملاء الْكَوْن عَبِير
فَأَنْت فَصَلِّي فِي كُلِّ الْفُصُول
Nabil Alkhatib
الكلمات المفتاحية :
شعراء مطلع الألفية