حل الخريف جدائل الأوراق
أخذت تطير على متون براق
أيدي الوريقات الصغيرة أمسكت
ثوب الأمومة خوفها لفراق
وبدت خيول الغيم تطوي بعضها
حتى غدت مشحونة الإبراق
والنسم جنت كم تغير طبعها
تهدا قليلا ثم للإطلاق
كبرت فبانت في ملامح وجهها
تخفي قساوة دمعة الإعماق
والعشب حين تيبست أطرافه
لعق الندى في رشفة المشتاق
جاء الخريف هي الطبيعة تحتفي
لمجيئه والدمع في الآماق
عصف المشاعر في الطبيعة صدقها
نهداتها من عبرة الأشواق
فالأرض مدت للسماء كفوفها
ترنو إلى بحبوحة الإنفاق
رقصت شجيرات على أفنانها
وتمايلت في نشوة العشاق
شمس ولفت عبر شال شعرها
مثل العجائز باهت الإشراق
خرجت تتابع للحياة بعينها
زفراتها الحرى بلا إحراق
لفت على أكتافها بملاءة
أخفى الزمان خطوط تبر باقي
فإذا تراخت للعناء ذراعها
سالت خطوط النور كالترياق
تتجدد الدنيا ببحر فصولها
وتعيد دورتها بشكل راقي
وفصولنا عند الشتاء ستنتهي
ونغل مثل الماء في الأعماق.
فريدة توفيق الجوهري /لبنان
الكلمات المفتاحية :
شعراء مطلع الألفية