أدمنت حبك
يَا مَنْ رَأَيْتُكِ فَجْرًا ضَمَّهُ الفَلَقُ
وَأَشَْرقَ النُّورُ فِي عَيْنَيَّ يَأْتَلِقُ
أَدْمَنْتُ حُبَّكِ حَتَّى صَارَ يُرْهِقُني
وَزَارَنِي فِي هَوَاكِ الْحُزْنُ وَالْقَلَقُ
مُذْ شَاهَدَتْكِ عُيُونِي وَاسْتَكَنْتُ لَهَا
اِسْتَوْطَنَ الْوَجْدُ فِي الْآَمَاقِ وَالْأَرَقُ
يَا غاَيَةً لِمُنَاتِي مَا أُؤَمِّلُهُ
ياَ فَرْحَةَ الْقَلْبِ هَلَّا زُرْتِ مَنْ عَشِقُوْا
إِِنْ ذُبْتُ شَوْقًا إِلَيْكِ لَا تَلُوْمِيْنِي
أَوْ أَسْبَلَتْ حُرْقَةً دُمُوْعَهَا الْمُؤَقُ
لِأَنَّهَا عَشِقَتْ فِي ضَيْئِهَا قَمَرًا
وَاسْتَحْضَرَتْ ظَبْيَةَ الْغُزْلَانِ تَسْتَبِقُ
مَا فِي الوُجُوْهِ شَبِيْهٌ يَحْوِي طَلْعَتَهَا
أْوْ فِي النِّسَاءِ عَلَيْهِ الْوَصْفُ يَنْطَبِقُ
أَمِيْرَةٌ جَلَّ مَنْ بِالْحُسْنِ جَمَّلَهَا
مَلِيْكَةٌ وَأَنَا لِلْحُبِّ أَعْتَنِقُ
عُيُوْنُهَا دَاعِجَاتٌ تَرْمِي فِتْنَتَهَا
سُوْدُ السِّهَامِ رُمُوْشٌ وَهْيَ تَرْتَمِقُ
خُدُوْدُهَا وَجْنَةٌ لِلْبَدْرِ إِذْ كَمُلَتْ
بِهِ اللَّيَالِيْ وَغاَبَ النَّقَصُ وَالْمَحَقُ
مُوَرَّدَاتٌ بِلَوْنِ الْأُقْحُوَانِ لَهَا
أَرِيْجُ عِطْرٍ مِنَ الْأَطْيَابِ يَعْتَبِقُ
وَثَغْرُهَا تَقْطُرُ الْعِنَّابَ بَسْمَتُهُ
وَالْلُؤْلُؤُ النَّرْجِسُ الْمَصْفُوفُ يَصْطَفِقُ
وأنفُهَا مِثْلُ سَيْفٍ فِي رَشَاقَتِهِ
وَنَصْلُهُ عَنْ ذُرَى الْأَمْجَادِ يَنْبَثِقُ
تَبَارَكَ اللهُ مَنْ سَوَّى شَمَائِلَهَا
وَزَانَهَا بِمُحَيَّا نُورُهُ ألِقُ
وتوَّجَ الرَّأْسَ مَوْجَ الشَّعْرِ تَحْمِلُهُ
أَكْتَافُهَا مِثْلُ لَيْلٍ زَانَهُ الشَّفَقُ
عَشِقْتُهَا نَظْرَةً سَامَتْ بِهَا كَبِدِي
فَسَاوَمَتْ رَاحَتِي الْعَبْرَاتُ تَخْتَنِقُ
قَرِيْبَةٌ فِيْ حَنَايَا الرُّوْحِ مَسْكَنُهَا
بَعِيْدَةٌ مَا لَهَا جِسْرٌ وَلَا نَفَقُ
مَا مِنْ سَبِيْلٍ إِلَيْهَا سَوْفَ يُوْصِلُنِيْ
فَالْبَحْرُ يَحْجُبُهَا وَالسُّوْرُ وَالْغَلَقُ
|
أحمد صلاح
اليمن-صنعاء
٢٠٢١/١٠/١م