كان يمشي بخطى عجولة، كأنما يركضُ لموعد ما ! يتهرب مني يتعمد أن يتجاهلني لا يهتم بتساؤلاتي ، وكلما ابتعد وازدادت المسافات بيننا تزداد حيرتي لماذا لا ينتظر قليلاً لماذا نحو السراب يجذبني ؟!
وكلما سألته لا يجيبني ؟!
لحقتُ به، أمسكته من كتفه .. التفتَ إلي فتوسلته : أيها العمر .. تأنى قليلاً لنتفاهم ماذا بك ؟!
لماذا تركض بجنون هكذا ؟! فمنذ أن عرفتك تعبت من الركض وراءك تتغافل عن الكثير من الأشياء التي تستحق التوقف عندها ؟! وتستمر في الركض
وجوه تظهر فجأة وأشخاص تختفي فجاة ولا تهتم وتكمل مسيرتك ...
لماذا لا نمكث هنا بمحطات بها مقاعد آمنة لنرتب حقائبنا و نضع بها أمتعتنا ومخزون سنواتنا وبعض الصور لأحباء لهم مكانة بقلوبنا تقاسمنا معهم أفراحنا ، ورحلوا دون إنذار ... لم يعد بيننا لقاء وكل ما بقي منهم صورة أوتذكار ..
لماذا مزقتني سيوف الوقت والتهمت الأماني ؟!
لماذا جعلتني أركض خلفك وأنا أجهل النهاية
لما لا تمهلني بعض الوقت لأوثق ذكرياتي
وأتامل أيامي ...
أرسم همساتي على وريقات الشجر
و ألون جدران غرفتي بألوان الربيع وأدون يومياتي بصفحات تزينها الفراشات والوردات وقلوب ليست ضبابية، ألوانها زاهيه تبهج الروح ولا تستقر بها القروح .
لم يسمعني وأصر أن يكمل الماراثون وكأن نقطة النهاية تقترب وكلما اجتهد وأسرع فوزه اقترب ، تعالت نبضات قلبي واختنق صوتي ، و باتت معالم وجهي تذبل كوردة جفت وريقاتها وبدأت تتساقط واحدة تلو الأخرى ، أوشكت أن تنقبض أنفاسي ويداهمني الغروب
الكون يظلم حولي ...
ظللت أصرخ وتعالى صوت صراخي ولكنه أبى كل توسلاتي !
أدركت حينها أنني مهما صرخت واستنكرت لن يفيد بشيء فهو لا يسمعني وإن سمع وتعاطف مع صرخاتي فلن تتوقف عجلاته ولن يغير مساره .
#نيڤيان_اسكندر
الكلمات المفتاحية :
شعراء مطلع الألفية