عزاء الرحيل
خلق الله آدم و حواء في الجنة و غواهما إبليس
فقضى الله أن ينزلا للدنيا و الإبتلاء فيها أساس
و هي دار بلاء و الناس فيها منهم فائز و مفلس
فما البقاء فيها إلا أيام و يوم الدين هو الهاجس
و لذلك اليوم يستعد المؤمن و يتفانى و ينافس
يوم لا ينفع مال و لا بنون و لا اللجين المكدس
يتقي همزات الخناس الوسواس و منه يحترس
لكن كيده ضعيف و لا ينخدع به مؤمن يتوجس
الدنيا دار عبور و النحب أجل يتربص بكل نفس
فلا ريب أن المنية قدر قادم و مآلنا الى الرمس
تتساقط الأرواح كأورق الخريف و يعم الإنتكاس
و كم يضني الفراق القلوب و ألمه شديد البأس
و لا يبقى في الخلد إلا الطيف و اللسان يخرس
يصوم عن الكلام عند الفاجعة و تختنق الأنفاس
فتطفو الذكريات الخوالي و أسعد أوقات الأنس
أوقات ترسخت في الخلد حين كان خير جليس
يكن المضيوم أحزانه و لا يواسيه الا عزاء الناس
يحزن القلب فتسيل الدموع و يرتبك الإحساس
يطبق الغم على النفس و القلب مضيوم تعيس
حين يخطف الموت غاليا في يوم بؤس و نحس
و تصبح الدنيا ظلاما قاتما و النهار سواد دامس
كأن الشمس لم تشرق يومها و أخفاها الكسوف
فقد الأخيار حبيبا و تفطر القلب و انتابه التعس
فقد ترك فراغا في الديار و الموت مغرم يجوس
فاللهم اعف عمن قضى نحبه و أنزله بالفردوس
و خفف الوطء عن الأهل فأنت السلام القدوس
و لا ترينا فيمن نحب مصابا و لا مكروها يتعس
و أنزل عليهم السكينة و احفظهم من ضر يمس
و الهمهم الصبر و السلوان و قهم كل ألم يكبس
فإن سعادتهم تفرح القلب و هي خير ما ألتمس
و سعي حتيت للمؤازرة و لذلك الغرض أتحمس
فلا اعتراض على قضاء الله فهو يتولى كل نفس
آ.خ.حمو أشوخان
المغرب
الكلمات المفتاحية :
شعراء مطلع الالفية