🌹انتحار القيثار🌹
فتَّشتُ عنكَ السّهلَ والجَبَلا
وَمَنَحتُ روحي خالصاً عَسَلا
وعزفتُ في قيثارتي نَغَماً
يَشدو بحبّكَ هائماً ثَمِلا
ما كان في أذُنَيكَ من صَمَمٍ
لكنَّ شَدوي ضاعَ ما وَصَلا
فَرَمَيتُ في بَحرِ الهوى جَسدي
وَشَرَعتَ تنكرُ ذلك العَمَلا
لو كنتَ تعشقني لما قبلَت
أذُناك تبغي عَنِّيَ الحِوَلا
لم أحظَ منكَ بما يُفائلني
ما حُزتُ شيئاً لا ولا وَشَلا
لمّا ارتميتُ غَدوتَ تَنعَتُني
وتقولُ لي ما جئتِهِ خَبَلا
قيثارتي انتحَرَت مَعي سَلفاً
حتَّى تُشاطرَني لها هَبلا
سأظلُّ أوفيكَ الهوى قَدَراً
مُتَنَاسِياً كلَّ الذي حَصَلا
إذ أنتَ من غامرتَ تُنقذني
والنّاسُ تُكبِرُ ذلك البَطلا
قيثارتي انتحرَت تعاتبني
وتقولُ لي كم كنتِ لي مَثَلا
والعمرُ يَمضي مثلَ أغنيةٍ
يختالُ فيها اللحنُ مُكتَمِلا
إنَّ الكمالَ أراهُ مُبتعِداً
يَسعى الأنامُ وَعَزّ مَنْ كمُلا
والحيُّ يَعرفُ مَوتَهُ سَلفاً
كانَ انتحاراً أم ثَوَى قَتِلا
دَربُ الهوى يُودي إلى أمَلٍ
والموتُ يَقطعُ ذلكَ الأمَلا
✍🏻: سفير السلام
الدكتور زعل طلب الغزالي
الكلمات المفتاحية :
شعراء مطلع الألفية