الأوهام
بترْتُ اليوم قدَّ الأمس
نزعْتُ منه ما يُجْهلْ
أحاوِلُ رميَ أوراقٍ
بما فيها أنا أفشَلْ
و تحرقني إذا فُتِحُت
من الخذلان لا تأفلْ
و أحملِها بعزم النفس
و أزهاري بها تذبُل
و تجعلني من الأوهام
صبي مُنهكٌ أعزل
فلا وطنٌ ليحويه
و لا رَايَاتَ من مُخملْ
سقيمٌ مثل أطيافٍ
تراودُه له تسأل
عن الأهواء كيف بدت
من الآفاق إذْ تنزلْ
و كيف صار يُزعجه
ضجيج الموج و الجَنْدل
و كيف قد ترك و كرا
و مدفأةً به تَحفلْ
ليبكي الطفل و المقل
تصُبُّ دمعها الأشهل
و أنَّهُ كان يُلاعبها
فراشات له تُذهل
و هي كانت فِتْنَتُه
و صار حائرا مُثقلْ
و لكن قد تمادى به
النهج حيث لا يأمل
هي الاهواء تُعمينا
بشيء فارهٍ أسهل
و بعْدها تكبُرُ فينا
تصير جانية تقْتُلْ
تصير فينا أشباحا
تُطاردُنا و لا تُمهلْ
فلو كُنا لِنَنْفُضَهُا
بصُبْحِ يومها الاول
و نكْبُتها لكي تصبح
صراعٌ ميتٌ مُنزلْ
عبدلي فتيحة