أَرضَعَتْني الصّبـــا
أُعانـقُ فيكِ الأزمــانَ دهـــوراً فأُناجيــْــها
أ ستــَــقِ العهــــْدَ ضميــراً فمـنْ يُحييــها
والنـــــارُ في الكَبــــدِ تشــــبُّ بمآسيــــها
والأسىٰ بـه العلـلُ والوجــعُ لــَن يُنسيــْـها
أفـــلا تُشــــرِقُ الشمــسُ إلاّ مِـنْ معاقلِـها
ولاتَغــرِبُ إلاّ مِـــــنْ مكـــــارِم ِ مَعاليــــها
تَضيـــقُ دُجــىٰ الليــل فتَغلِــقُ منافــِذها
وعلـىٰ الأفـــْقِ شفَــقٌ مطبِــقٌ لحوافيـــها
ربّــاه ارحـَم ِالأنـامَ عبـادُكَ فأنتَ حاميــْها
وأزحْ عنّــا حجــارَ الكُــرىٰ ومـنْ يُسقيــْها
طوفـــان ٌأمسىٰ عـلىٰ بلـــَـدي وضواحيـها
جــــرَ فَ ثــــَراها بأهلــها وسكــنَ واديــها
أيـــا دمعــــةَ الصبــــرِ والجـــَوىٰ فيـــــْـها
تبـــارحُ مُقـــلة ُالعَيـــن والمــرارةُ تَطويـْها
دَعيني أترّحـــمُ أمــــجادَكِ يامَـــنْ لــــــك
سعيـــرُ الوغـىٰ بــَرداً لم تُلهـبَ نواصــيها
شاخَتِ الأرضُ مـــــنْ مفرَقِــــها غَــــــوثاً
ورَحــاها تدورُ بأهــلي لتسـْحقَ من فيـــها
رُعــــاعٌ دخلـــــوا محارمُـــكِ عشتــــــار اً
فلَـــــمْ يرحمـــوا الأُمّ سَبـــياً ولاماضـــيها
ومخاضُــكِ ألــمُ الأرض ِولــــك أحمالُـــها
عــلىٰ الجـــــورِ بالضيـــمِ للطــفلِ يُبكـيها
جِنانُك ِبلادي مقدسّةٌ تعلو رحاب بانيـــها
من السماء تعتصرُ الصمتَ لحُبّ فراتَيــها
ياحُلّــةَأبــوابِ الشــرقَ وفخــــرُ مغاربـــِها
بقصصِ الفِ ليلةَ يابغدادَوالكتـبُ تُسْقيها
ماعـدتُ أنســاكِ يامَــنْ أرضَعَتـْني الصّبــا
وصبايَ غرسُكِ بالأكُفِّ فكيف َولايكفيـــها
قــولي للنخـلةِ العيــط بسعفــِها وتَمـْـرِها
بــلادي قتلَتــكِ النِعَم، فكثُرتْ معاصيـْــها
قــُربانٌ بيّدِ الجــار،وبالدينِ يتّـموا بَنيـــها
عافــاكِ الله ُ ضِبـاعٌ جاعَتْ مـُرَّةٌ ساديـــها
ناصر مطر فالـــح
الكلمات المفتاحية :
شعراء مطلع الألفية