طوق الظلام
مازلت أنظر للأفق البعيد
أتلمس نهوضَ خيوطِ الشّمسِ الغافية
مازلت أبحرُ في عبابِ اللّيل أقتفي النجومَ التي ما انفكت تغازلني
وكم غفوتُ وأنا ألعبُ وأتسامرُ معها فتتوارى حينا خلف الغيومِ
وما إن ينبلج الشفقُ بهمساتِه الساحرة من رحمِ الليل الصامت
لأعود وأفتحُ ناظري إلى عظمة هذا المخاض الذي حققَ نجاحا
بذكاء الفجرِ حيث أقنعَ الليلَ بأن مكانَه محفوظ ٌ وسيصبحُ أجمل لو زيّن بشريطِ الشفقِ الأحمر وما إن حلّ بحمرةِ وجنتيه الساحرة حتى استمالَ الشمسَ إليه وشرعتْ تلاطفُه ببريقها وتمدّ جدائلها الذهبيةَ مصافحة هذا المولود الجديد وهنا يتراجع الليل أمام هذا المشهد الجلل ويدرك أن ليس له مكانا بينهم .
لقد ذهب الليل بحلكته وآهاته وأسراره
وحل الفجر بثغره الباسمِ
برائحة النقاء
ياله من وقت جميل فالليل ودعنا بحمله الثقيل
وحل النور بالبشائر يعلن همساته الأولى وتحرره من جبروت الليل
كل شيءٍ في هذا الكون مقدر بحسبانٍ
فساعات الليل معلومةٌ ومنصرمة مهما طالتْ
ولا بد أنّ النورَ قادم ٌ والبعض يترقب بزوغَه فيراه
والبعض يبقى في كبوته إلى أن يأتي الليلُ مرّةً أخرى
وهكذا تتوالى عليه الليالي.
فالإنسانُ القويُّ هو الذي يقرر هل يريدُ أن يرى النورً فيشهده
وإلا بقي في ردهات الليل المطبقة ولا يعلم كم لبثَ فيها
و أما من برق النور وميضا في عينيه فأحيا بصيرته فاقتفاه ليصبح منارةً
يستدل بها فتخرج صاحبها من الظلمات ليحلقَ في الفضاء
ويشدو بأعذب الألحان معلنا عن ولادة فجره ومولده .
د.فرقدان الناصر
27/7/2021
الكلمات المفتاحية :
شعراء مطلع الألفية