أغرب الصدف
هند سيدة في العقد السادس من العمر، تدير دار للأيتام و تعتني بالأطفال الذين شاءت الظروف أن يكونوا بلا هوية شرعية فكان قدرهم أن يصبحوا بلا مأوى.
كرست هند حياتها للاهتمام بهؤلاء الأبرياء لتضمن لهم مستقبلاً أفضل و حياة كريمة.
وفي ليلة شتاء باردة جاءت سعاد و هي إحدى المربيات في الدار لتخبر هند أن هناك حالة طارئة في إحدى الغرف فقالت..
سيدتي هناك طفل يدعى إبراهيم يعاني من ارتفاع حاد في درجة الحرارة و تظهر عليه علامات الحصبة.
هرعت هند لمعاينة حالة إبراهيم فوجدت وضعه سيء جدا.
استدعت طبيبا لفحص إبراهيم خوفاً من تطور حالته و تفشي العدوى بين باقي الأطفال.
فحضر طبيبا يدعى محمود. و منذ اللحظة الأولى لدخوله أثار في نفس هند بعض الشكوك بسبب وحمة ظاهرة على جبينه٠٠٠٠٠٠
عاد بها الزمن إلى الماضي عشرين عاما حيث شرد إبن ابنتها عن أهله في المطار أثناء سفرهم لدولة أخرى من أجل عمل الأب ورغم البحث لم يعثر عليه
ولكنها كتمت الموضوع بصدرها وجعلته يهتم بالطفل المصاب للتأكد من حالته و ما أصابه من المرض وما أن أنهى عمله ويرغب بالإنصراف نادت عليه لوسمحت ممكن أن تحضر إلى مكتبي ونشرب فنجان من القهوى أرغب بالحديث معك قليلاً لو سمحت
أجابها ممكن سآتي معك فوراً
وبعد أن جلسا لوحدهما قالت ممكن تعرفني بحضرتك إنت من أي مدينة
أجابها أنا من هذه المدينة
سألت من هم أهلك
هنا أخذ الفضول والغرابة يتسلل إلى نفسه وسأل بذاته ماذا تريد ربما هناك تشابه أو سر مخفي وراء أسألتها ولكن لامانع من الإجابة لنرى المقصد والغاية من هذه المديرة
و رد عليها أنا من أسرة متوسطة ولي عدة إخوة وأخوات أحبهم ويحبوني
لو سمحت أخبريني المطلوب من وراء أسئلتك ربما أجيبك بما تريدين
هنا ترتجف يداها وتدمع عيناها وتقول منذ زمن فقدنا طفل يحمل وحمة على جبينه كا التي معك ولم نعثر عليه ولو كان موجود لكان بمثل سنك وتوهمت أنك ربما تكون أنت هو
ولكن خاب ظني لا بأس عليك أعذر لهفة قلبي
تبسم الشاب قليلاً يوحي لها بالرضى وسأل من يكون بالنسبة لك إبنك عذراً سنك لا يوحي بذلك
فقالت لا هو إبن إبنتي فقد بالمطار وأمه بحالة صدمة و أملها أن تعثر عليه يستوطن أفكارها
الشاب الطبيب أخذ يتبسم ويبكي يلوح برأسه
سألته مابك
قال أنت جدتي صدق حدسك ونهض عن كرسيه واقترب منها وضمها و قال قد أخبرني والدي أنهم وجدوني بالمطار واعتنوا بي وكنت ابنهم بكل شيء وألاقي كل اهتمام
الشكر لله والقدر هيا
نذهب إلى أمي سوياً
د.غانم ع الخوري
الكلمات المفتاحية :
شعراء مطلع الألفية