#وتسألني*
بقلمي/#أيمن_حسين_السعيد
وَتَسأَلُني عَنِ الشِعرِ وكَيفَ لَا يأتِ
عَنِ الشُرُودِ فِي حَضرةِ الصَمتِ
وعَنْ حُزنِي وعَنْ فَرَحِي وَعنْ وَطَني وعَنْ مَوتِي
وتَسأَلنِي أَتَسمَعُنِي!!؟
وأُبصِرُ في رُكَامِ البَيتِ الصدَى للصَوتِ
أَواعٍ أَنتْ!؟
سَكَرْتَ بِلَا كَأْسٍ ولَا خَمْرِ
صَامِتُُ أَنتَ كالحَجرِ
ووَجهُُ أَنتَ مَسكُونُُ بِمَصائِبَ مِنَ القَدَرِ
فَلَمْ يَرأَفْ بِنا يَومَاً ولَمْ تَجزَعْ ولَمْ تَقلَقْ
حَدِيثُكَ بِرُوحِي
كَيفَ لَاَ تعلُو هَامَتُكَ العَذَابَاتِ أَخرِيِفُ وكَيفَ لا تَنطِقْ!؟
أَخَدَرُُ فِيكَ يَجرِي الأَسى والأَفراحُ والمَنطِقْ!؟
وتسأَلني لِماذَا قَلبيَ المَعطوبْ لَمْ يَنطِقْ!؟
*******
جِبالُ الحُزنِ تَعرِفني
ويَعرِفني دَمِيَّ المُسلِمْ
فَفيهِ تَوضَّأَتْ جُرُوحِي وغَدَتْ مِنهُ الصَلَاةْ
أنَا والزَيتونُ المَسكونُ والنَازحُ الذي أَضنَتْهُ حربُ الوَطنِ العَشرْ
وأَعرِفهَا رِيَاحُ النَار
أَعرِفُهَا كُرُومُ الغَار
أَعرفُ مُجْنَةَ الجَانِي
وأَعرفُ كُّلَ حَبَقَةٍ وأَعرِفُ كُّلَ سُنبُلَةٍ وأَعرِفٌ كُّلَ طَيرٍ
عَلى أَغصَانِ جُلَّنارِ
وحَمزَةَ أَولُ الشُهداءِ أَعرفُ آخِرَ الشُهدَاءِ فِي سَاحَاتِ الشَّامِ
أَعرِفُ قَهرنَا المَاضِي وأَعرفُ مَوتَنَا القَادِمْ
وَأَحْفَظُ وَجْهَ جَزارِي ومَنْ خَاطَ لِيْ أَكفَانِي
********
وتَسأَلُني لِمَاذَا أَنتَ لَمْ تَعشَقْ!؟
كَأَنَّك لَمْ تُشاهِد صَلاةَ الأَحزَانِ فِي عَيني
قَطَراتُ وَضُوئِها تَحُطُ فِي كَفِي
وتُطهِر حُبَهَا الآَثِمَ فِي أَسىً وفي شَجوى
أُضيءُ لَهاَ دُرُوبَ الندَمْ نَافِراً وأشتعِل
وتُزهِرُ عِندَنا الأَتواقُ
ونَمضِي فِي دُروبِ التَوبَةِ ...نَمضِي..ثُمَّ لا نَصِلْ
مَتَى نَصِلْ!؟
سُؤالُ فِي أَقاصِي الرُوح...امتَدّ فِي مَاهِيتِي
سُؤالُُ بِطَعمِ الدَّمْ..بالقَتلِ يا وَلدِي
يَحرِقُني ويُذيبُني كَالثَلجْ يا وَلَدي
ويَمسحُني الوَطنْ
مُضيءُُ أَنتَ كالفُوسفور..قَاسٍ أَنتَ كالوَطنْ
نَقيٌٌ مِثلَ شَظايا بِرمِيل حَدُُ الطَعمِ كالليزَر
مَضى مِثلُ لَفحِ جَهنَمْ مِثلَ عقَاربِ رادَار
وَجدَاً لانطلاقِ صَلياتِ الصَواريخْ
فَسجِلْ شِعرِي بَعدي
لَئلا تَعرى
وتَبقى فَوقَ أَرضِ المَدِ بَينَ الجَزرِ والمَدْ
حَربُُ تَنفُضُ عَنكَ أَحبابُ عَنْ قَصدٍ وعَنْ عَمْدْ
وتَنقشُ دُونَما أَمَانْ وتَموتُ دُونَما جَسدْ
وتَتلبَّدٌ سماءُ اللهِ بألفِ غيمَةِمَوتٍ لِتُمطِرْ
غَداً تبيضُ عيناكَ حُزنَاً
غَداً ينهدُ جَذعُكْ
غَداً تَنزحُ إلى أَرضٍ مِنَ الزيتُون
تُعربِدُ فِيها البَرامِيلْ
وتَسقطُ فِي مَصَيدَةِ القَتلِ بينَ الحِينِ والحِين
غَداً تَمتصكَ الآلامُ والأَرصِفة
غداً تأتيكَ أهوالُُ وأهوالْ
ويُصبحُ الأملُ يأساً
ويضرِبٌ كُّلَ ماشَّيدْتَ دمَارُ وحربْ
فعندئذٍ لا يَلوحُ عِشقُُ ولَا يُقهقِه النَهدْ
ويُطلِقُ الحُبٌ سيفَهُ الغَمدْ
وتَلتَهبٌ الليالِي ويُورِقُ الحَجَرْ
ويُشهِرُ خالدٌُ سيفَهُ
ويَعتَلي مِنبرَ الجِهادِ عمرْ
فتُشرقُ الشَمسُ ويجري ماءُ النهر
ويُكللُ الزيتونُ أغصانهُ
بوريقاتِ الغارِ وحَباتِ الثَمرْ
ويَسطعُ في الليالِي جَلالَةَ ملكِي القَمَرْ
بقلمِي/أيمن_حسين_السعيد...أريحا السورية
١٤/سبتمبرْ٢٠٢١