أيتها السماء
..................
المشهد الأول .... المتمرد
منذ طفولته متمرد حيث طبيعة الأرض وتضاريس قريته ساعدته على ذلك
قبل المغيب كعادته يوميا يذهب الى شاطئ بحر يافا يجلس على تلة جل نظره الى شمس غاربة من خلف الأمواج كأنه يريد أن يرسم لنفسه لوحة هو في داخلها ليعرف الأسرار الكونية تمرده قاده لصنع مركب بدائي من أغصان الشجر وألواح خشبية وما أن أنتهى منه بدأ مشواره اليومي في تحديه للبحر وأمواجه كأنه وجد ضالته حتى يرسم الليل خيوط ظلامه ويعود من حيث بدأ
يخفي مركبه خلف تلك الصخرة ويجلس على الرمال اقتربت منه لأحواره ماذا تريد مني دعني وقدري أرسمه لنفسي وما يأتي به الغيب.. سيأتي يوما لن أكون هنا هكذا تشير الصورة من قلب المدينة حوانيتها ومقاهيها تمتلئ يشتات القوم من جميع اللغات ألست منهم واسمك هارون ولكنك تستعد لذلك اليوم في الخفاء والناس نيام .ترسل النساء الى البارات والمسارح وفي النهار تقوم بشراء الأراضي ممن كانوا بالأمس غير مدركين يريدون أجساد النساء وما عندهم ظلام ليل لا يداس من هنا سأبقى متمردا وسيكون لي معك لقاء
=====================
المشهد الثاني ...
ظهرت له فتاة من قريته أسمها هيام تمتلك أحد أركان تمرده وهي الحرية
تبادله أفكاره وتعشق سماع صوت الرصاص على ظهور الجبال خاطبها ..يا هيام ما بك اليوم سعيدة..تتراقصين كغصن البان.والمدينه تعج بالثوار وعلى كل قارغة طريق سيارة عسكرية انجليزية والحياة تسير كأن القوم غير مبالين من تلك الصور . دعيني أجد وقتا لكي أغازلك ما أجمل ثوبك الأبيض يعتلي أكمامه سنابل قمح صفراء .وخصيبلات شعرك تزيزها شاشتك البيضاء . تلك الرموش السوداء .مكحلة من غصن زيتونة خضراء..كف يديك يشع منها نور حنتك الحمراء..هكذا أنا كل يوم..أيها العاشق المتمرد ليافا وبحرها الهادر
.لا تكترث بما حولي لن أركع وسأبقى عن حبك أدافع..أنتظر بركانك الثائر.هل طاب لك منام .يا من على الدرب سائر
=========
المشهد الثالث .....
لا زالت هيام تهيم في المكان وما تغير عليها الا تلك المباني الشاهقة في البنيان لم يتبق الا رمال الشاطئ عليه كتبت حكايتها الزمتها تلك القوانين بكتابتها بعدة لغات منها الروسية والالمانية والانجليزية والعبريه وهارون يجمعها ويعيد صياغتها من جديد ويخرج ما في جعبته من أوراق تثبت انه المالك لكل هذه العقارات .محمود أصبح عجوزا بعد أن كان ثائرا في السهول والجبال ....يحادث من حوله أطفالا قابعين في مخيم العوده هكذا أسموه جيل هذا الزمان ..ألم يصل قطار السلام الى يافا أشتقت الى بحر على شاطئه كانت تكلمني هيام ...هل تقصد سلام يا جدي ؟
لا عليكم يا أحفادي المهم من يضحك أخيرا فلا تزال في جعبتي رسالة تلك الكونية وهم يعلمون ..وأنتم لا عليكم أخرجوا الى اللهو فشوارع المخيم لا تزال تعج بالاجئين والنازحين المسخمطين المشحرين يبكون على وطنن لهم لا يملكون منه الا أسمه ........ذرف الدمع وآهات الوجع وصرخ النداء الأخير أين أنت مني يا هيام معك يطيب لي المقام
=============
بقلمي الأديب رسمي خير