حلمها الصغير....للمبدع جرناس حوران ابوشاكر

...حلمها الصغير...

فتاة طفلة ريفية.
عاشت في قريتها الوادعة ..
مابين أزقتها وبيادرها والحواكير..
كانت تغفو وتنام.
على هديل الحمام.
وتصحو على شدو بلابلها
و زقزقة العصافير...
راحت تعدو حافية القدمين.
فوق قيحوانها ودحنونها ونرجسها والأزاهير...
فتحت للحياة ذراعيها..
كفراشة زاهية الألوان
تطير فوق الأزاهير..
هي حلوة بكل تقاطيعها
رغم سمرتها التي اكتسبتها
من شمس الهجير..
ضفائرها جدلت كسنابل قمح..
ووجها كبدر نيسان.
وعيونها صافيه كماء الغدير..
حلمت أن تفل جدائلها
و تترك خصلات شعرها
تداعبها نسمات الأثير..
وتضع على شفاهها الأحمر 
وتزين يديها بالحنة.
وتضع على أصابعها
الناعمة المناكير..
وتلبس فستانها المزركش
بكل الألوان كأنه كرم
فتحت فيه بآذار الأزاهير..
ليراها ابن الجيران
الذي ملك قلبها الصغير
وغدا بحبه أسير...
ووعت على رؤيته .
منذ أن فتحت عينيها.
ونعومة الأظافر..
وشاركها حلمها الصغير..
ومادرت مانسج بالخفاء.
وماتخبئه الأيام.
وأنها لعبة بيد المقادير..
وأنهم سيفترقون .
وكلن بدربه سيسير..
ومضت الأيام.
وشاب الشعر منها.
ولوعها الزمان.
ولم تتخلى عن حلمها
الصغير..
كم هي بريئة .
وكم قلبها كبير...
...
جرناس حوران ابوشاكر.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -