علم الهدى....للمبدع حسن صغير

علم الهدى

يقودني فِيْكَ مدْحُ لِي به شَرَفُ
إنْ لَمْ أُوَفّقْ فَذَنْبَاً كُنْتُ أُقْتَرِفُ

وَمَا بَهَى الحرف إلّا إنْ سَمَوْتَ بِهِ
فَفِي مَدِيْحِكَ أَفْنَتْ حِبْرَهَا الصّحُفُ

للِشّْعْرِ عَيْنَانِ فِي رُؤْيَاكَ التَفَتَتْ
هِي البَلَاغَةُ مِمّا قُلْتَ تَلْتَحِفُ

بَيْتٌ مِن النّظْمِ هَزّتْ جِذْعَهُ رُطَبَاً
هَذِي القَوَافِي فَمِنْهَا أَثْمَرَ الشّغَفُ

كَمَا لَهُ. الشّعْرُ فِي أنْفَاسِنَا مُتَعٌ
لِنَشْوَةِ الرّوْحِ فِيْهِ المَوْتُ وَالجَزَفُ

إِنّ الهَلَاكَ لَنَا فِيْ رُمْحِ قَافِيَةٍ
فَمَنْ تُصِبهُ لَهُ بِالحُبِ يَعْتَرِفُ

نَعْلُو بِذِكْرَاكَ فَالأطْلَالُ سَامِيَةٌ
لا يَكْسَرُ الضّوْءُ ظِلّاً مِنْكَ يَنْتَصِفُ

تَمُرُّ حُلُمَاً بِكَ الآمَالُ سَابِحَةٌ
يُفِيْقُنَا مِنْكَ صَحْوٌ مِلْؤُهُ الشّظَفُ

أُسْرِيْتُ من يمن لَيْلَاً إلَى حَرَمٍ
عَلَى خَيَالٍ بِلَمْعِ البَرْقِ يَتَّصِفُ

وَعُدْتُ وَالشَّمْسُ لَمْ تُرْسِلْ أشِعَّتَهَا
عَلَى خُيُوْطٍ لِأحْلَامِيْ فَتَنْتَسِفُ

مَعَادُنَا مِنْ مَزَارِ المُصْطَفَى كَتَمَتْ
عَنْهُ. الَلَيَالِيْ وَقَالَتْ لِلْرُؤَى خَطَفْوا

مَعَادُنَا قَبْلَ بَسْطِ الْلَيْلِ سَطْوَتَهُ
مَا ارْتَدَ لِلَّيْلِ فِيْ وَسْطِ الدُّجَى طَرَفُ

فَدَوْكَ بِالْعَيْرِ فَلْتُذْبَحْ مُرَوَضَةً
وَمَنْ فداك فَمِنْ عَيْنَيْكَ قَدْ ذَرَفُوْا

وهبتَ آمِنَةً أَضْحَتْ مُوَدِعَةً
فَمَلْعَبُ الرُّوْحِ فِيْهِ المَوْتُ يَحْتَرِفُ

وفعل ربك مرئي وكيف رمى
بصحبة الفيل جيشا بات يعتصف

طَيٗرٌ يُبَعٗثِرُ لِلأجٗسَام يَهٗدِمُهَا
مِنٗ كَفِهِ تُقٗذَفُ الأَحٗجَارُ وَالوَجَفُ

لِكَعٗبَةٍ. عَكَسَتٗ للِجَيٗشِ وِجٗهَتَهُ
عَنٗ بَعٗضِهَا البَعٗضُِ فَالأَعٗضَاءُ تَنٗصَرِفُ

طَافَتٗ سِبَاعَاً أتَتٗ بُشٗرَى بِأَجٗنِحَةٍ
لِمَنٗ لَهُ كُلُ أهٗلِ الأَرٗضِ قَدٗ وَقَفُوا

هَالَتٗ يَدَاكَ عَلَى الأَسٗقَامِ تُبٗرِئُهَا
لَمُسٗقَمٍ هَامَ فِيٗ لُقٗيَاكَ يَسٗتَعِفُ

سَقٗفٌ مِن الغَيٗمِ يَدٗنُو كُلَّمَا سُمِعَتٗ
أَصْوَاتُ خَطْوِكَ إذ مَانَعْتَهَا يَقِفُ

وَتَسْتَبِيْحُ لَكَ البَطْحَاءُ مَضْجَعَهَا
خَوْفَاً عَلَيْكَ مِن المُجّْانِ إن عَزَفُوْا

بعثت والأرض في الأصنام ملحدة
فأثمر الحق نورا منك يقتطف

مِنْ صِنْعَةِ الكَفِّ مَعْبُوْدٌ يُطَافُ بِهِ
حَتّى غَدَا الدِّيْنُ مِمّا تَصْنَعُ الحِرَفُ

نَطَقْتَ بِالذِّكْرِ وَحْيَاً كَانَ مُعْجِزَةً
فَأكْثَرُوْا الوَصْفَ سُخْفَاً فِيْهِ وَانْحَرَفُوْا

قَضُوْا بِقَتْلِكَ بَيْنَ النَّاسِ مُتَّفَقَاً
أَمْرٌ لَهُ السَّيْفُ وَالأَقدار يختلف

القوا به الشرك سحرا من يد صنعت
فكان من كفه للسحر يلتقف

عَلَى لِسَانِك يَتْلُوْ اللَّهُ آيَتَهُ
غَيْثَاً لَهُ الأَرْضُ تَسْتَسْقِيْ وَتَلْتَهِفُ

مِنْ وَجهه الصُّبْحُ يَحْكِيْ حُسْنَ سِيْرَته
فتستنير بِهِ الدُّنْيَا وَتَغْتَرِفُ

فِيْ نُوْره اللَيْلُ قَدْ قُدَّتْ عَبَاءَتُهُ
فَرَاحَ يَطْوِيْ ظَلَامَاً عَنَهُ يَنْكَشِفُ

تَعَطَرَ الكَوْنُ ذِكْرَاً مِنْ مَنَاقِبِهِ
فَفَاحَ فِيْنَا فَمِنْ أنْسَامِهِ السَّلَفُ

قد كان وَجْهَه يستسقي الغَمَامُ بِهِ
لِكَيْ يَجُوْد بِهِ فَالأَرْضُ تُعْتَجَفُ

لركنه البيت تنقاد المنى شرفا
كادوا برفعه بين الحرب ينجرف

تخيروا الباب فاستدعاك مقتدما
إذا الأكف له ما قلت. تأتلف

حكمت بالعدل ميزانا له هتفت
قبائل للأميين القول والرصف

أتتك بالخير فالألقاب مرسلة
منسوبك الصدق سلما في الخصام نفوا

هو الجهاد لنا في لفظه صدقت
يا أصدق الناس من بالصدق تتصف


حسن صغير
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -